رحلة الإيمان والسكينة مع رحاب المدينة
منذ اللحظة الأولى التي وطئت فيها أقدامنا أرض المدينة المنورة، انتابنا شعور لا يشبهه شعور. كانت السكينة تملأ الأجواء، وكأن الأرواح تجد هنا موطنها الطبيعي. فالمدينة ليست كبقية المدن، إنها مدينة الحبيب المصطفى ﷺ، ومهوى أفئدة المؤمنين من كل أصقاع الأرض.
مع رحاب المدينة، لم تكن رحلتنا مجرد زيارة عابرة، بل كانت تجربة متكاملة نسجت خيوطها بين الروحانية والتاريخ والمعرفة. انطلقت جولتنا من قلب المدينة النابض بالإيمان، المسجد النبوي الشريف. وهناك، خفَتت الأصوات، وسكنت النفوس، وتأملنا بعين المحبة القبة الخضراء، وسعينا بخطى خاشعة نحو الروضة الشريفة، حيث السلام على رسول الله ﷺ والدعاء في مكانٍ قال فيه النبي: “ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة.”
ومن رحاب المسجد النبوي، انتقلنا إلى جبل أحد، الجبل الذي أحبه النبي ﷺ وقال عنه: “أحد جبل يحبنا ونحبه.” وهناك، وقفنا أمام مقبرة شهداء أحد نسترجع تفاصيل الغزوة، ونستحضر معاني الفداء والتضحية التي جسّدها الصحابة الكرام.
ثم توجهنا إلى مسجد قباء، أول مسجد بُني في الإسلام، وأدّينا فيه ركعتين اقتداءً بسنة النبي ﷺ. بعد ذلك، زرنا مسجد القبلتين، المسجد الذي شهد تحول القبلة من بيت المقدس إلى المسجد الحرام، فكانت لحظة تاريخية خالدة في ذاكرة الأمة.
ما ميّز رحلتنا مع رحاب المدينة أنها لم تقتصر على الأماكن الدينية فحسب، بل شملت جولات تعريفية بالأسواق القديمة، والمنتجات المدينية الأصيلة، وتعرّفنا خلالها على كرم أهل المدينة وحسن ضيافتهم. كما زوّدنا الفريق بمعلومات تاريخية قيمة قدموها بأسلوب شيّق ومبسط.
غادرنا المدينة المنورة وقلوبنا متعلقة بها، نستودعها الله على أمل أن نعود إليها قريبًا، برفقة “رحاب المدينة”، لنُجدّد العهد ونروي الروح من معين الطهر والسلام.
