شعار
رمز شعار

رحلة الى معالم المدينة المنورة

رحلة إلى المدينة المنورة: تجربة روحانية لا تُنسى

حين قررنا زيارة المدينة المنورة، كنا نعلم أننا على موعد مع رحلة استثنائية، حيث تمتزج الروحانية بالهدوء والسكينة. وصلنا إلى هذه الأرض الطاهرة ونحن نحمل في قلوبنا الشوق لرؤية المسجد النبوي، حيث يرقد خير البشر، النبي محمد ﷺ.

كانت لحظة دخولنا ساحة المسجد النبوي مهيبة، حيث استقبلتنا القباب المضيئة والمآذن الشامخة التي تلامس السماء. تقدّمنا بخطوات بطيئة إلى الروضة الشريفة، حيث اختلطت مشاعرنا بين الخشوع والفرحة، ونحن نُسلّم على النبي الكريم وندعو الله بكل ما في قلوبنا.

لم تقتصر رحلتنا على المسجد النبوي فحسب، بل تجولنا في أرجاء المدينة التي تنبض بالتاريخ الإسلامي. زرنا مقبرة البقيع، حيث يرقد كبار الصحابة وأهل بيت النبي، ثم انطلقنا إلى جبل أحد، ذلك المكان الذي شهد إحدى أعظم المعارك في الإسلام، واستشعرنا عظمة التاريخ ونحن نقف أمام قبور الشهداء.

في اليوم التالي، قصدنا مسجد قباء، أول مسجد بُني في الإسلام، وشعرنا بالطمأنينة ونحن نصلي فيه كما فعل النبي ﷺ. وبعد ذلك، مررنا بمسجد القبلتين، ذلك المكان الذي تغيّرت فيه قبلة المسلمين بأمر إلهي، فكان شاهدًا على لحظة فارقة في التاريخ الإسلامي.

لم تخلُ الرحلة من لحظات تأمل وسكينة، فقد كانت المدينة بكل زواياها تبعث فينا الراحة والسلام، ابتداءً من أسواقها القديمة التي تحمل عبق الماضي، وانتهاءً بكرم أهلها الذين يرحبون بكل زائر بحب ومودة.

غادرنا المدينة المنورة وقلوبنا معلقة بها، ندعو الله أن يكتب لنا العودة إليها مرارًا وتكرارًا، فهي ليست مجرد مدينة، بل روح تهفو إليها الأرواح.